مفهوم التنمية الاقتصادية

أولا: تعريف التنمية الاقتصادية:

سنتطرق إلى تعريف التنمية من خلال إعطاء بعض التعاريف:

1- التعريف الأول: هي عملية يزداد بواسطتها الدخل الوطني ولا يمكن أن تتم إلا في إطار نمط إنتاج محدد حيث تحدد القوانين الاقتصادية النمط خطواته لإنجاز مهامه ولأنها مرتبطة بالإنسان فهي تحتاج إلى معطيات بشرية وسياسية وطبيعية...إلخ.[1]

2- التعريف الثاني: هي مختلف العمليات التي تتم بمقتضاها الانتقال من حالة التخلف إلى حالة التقدم وهذا الانتقال يقتضي إحداث العديد من التغيرات الجذرية في بنيان والهيكل الاقتصادي.[2]

3- التعريف الثالث: التنمية الاقتصادية هي العملية التي يحدث من خلالها تغير شامل ومتواصل مصحوب بزيادة في متوسط الدخل الحقيقي وتحسن توزيع الدخل لصالح الطبقة الفقيرة وتحسن في نوعية الحياة وتغير هيكل في الإنتاج.

4- التعريف الرابع: هي عملية يتم عن طريقها زيادة الدخل القومي الحقيقي بحيث يترتب على ذلك ارتفاع متوسط نصيب وتغيير هيكل في الإنتاج.

ومن هذا التعرف (4) تجدر الإشارة إلى معرفة العناصر منها:

* الاهتمام في عملية التنمية ينصب على الدخل الحقيقي وليس الدخل النقدي لأن التغيرات في الدخل النقدي لا تعكس التغير نحو حجم الإنتاج للمجتمع من السلع والخدمات بل التغيرات في مستوى الأسعار.[3]

وعموما فإن التنمية الاقتصادية هي العملية التي من خلالها تتحقق الزيادة في متوسط نصيب الفرد من الدخل الحقيقي على مدار الزمن والتي تحدث من خلال التغيرات في هيكل الإنتاج ونوعية السلع والخدمات المنتجة إضافة إلى إحداث تغيير في هيكل توزيع الدخل لصالح الفقراء.

ثانيا:  خصائص التنمية الاقتصادية

1- الشمولية: ونقصد بها هو انطواء هذا التعبير على مختلف ميادين الحياة الاقتصادية، السياسية، الاجتماعية، والثقافية والأخلاقية، ويجب أن تكون هذه التغيرات في الاتجاه الذي نم شأنه أن يساعد على تلاحم أفراد المجتمع والدولة.

2- حدوث زيادة[4] مستمرة في متوسط الدخل الحقيقي ولفترة طويلة من الزمن وهذا يوحي بأن التنمية عملية طويلة الأجل.

3- حدوث تحسن في توزيع الدخل لصالح الطبقة الفقيرة (التخفيف من ظاهرة الفقر)، على عكس النمو الاقتصادي الذي يهتم فقط بمعدل الزيادة في متوسط دخل الفرد الحقيقي دون أن يراعي جانب توزيع هذه الزيادة فإن التنمية الاقتصادية تهتم وبشكل كبير بنوعية الزيادة بالإضافة إلى كمية الزيادة أي أن التنمية الاقتصادية تهتم بكيفية توزيع مقدرا الزيادة الحاصلة في الدخل على مختلف طبقات المجتمع وخاصة الفقراء منهم مع تحقيق عدالة أكبر في هذا التوزيع فالتنمية الاقتصادية تعني بأنه ليست كل زيادة حاصلة في الدخل هي التنمية.

4- ضرورة التحسين في نوعية السلع والخدمات المقدمة للأفراد ذلك يكون عن طريق نوعية الأفراد والمجتمع بأهمية التعليم والتدريب، فقد لا يكون لدى الأفراد الوعي الكافي الذي يجعلهم يحسنون إنفاق دخولهم ولهذا فإنه يجب وضع الأطر والسياسات الكفيلة بتحقيق ذلك ويكون ذلك عن طريق إنشاء الجمعيات ونشر الإعلانات...وبالتالي يجب أن يكون هناك تغيير جذر في المجال الثقافي والتربوي.

5- حدوث تغيير[5] في هيكل الإنتاج بفرض زيادة الطاقة الإنتاجية وذلك من خلال تحويل هيكل الإنتاج من هيكل يعتمد بصفة أساسية على المنتجات الأولية إلى هيكل إنتاجي يتميز بارتفاع نسبة الإنتاج الصناعي والخدمي.